ظل أمل دنقل يكتب الشعر في مرقده بالغرفه رقم 8 بالمستشفى على علب الثقاب وهوامش الجرائد، ولم يهمل الشعر لحظة حتى آخر أيامه، حتى إنه يتم ديوانا كاملا باسم "أوراق الغرفة 8" نشرته زوجته بعد أربعين يوماً من وفاته بمساعده وزاره الثقافة
ووصولاً إلى المحطة الأخيرة الأكثر خطورة حياة وشعراً, في (غرفة رقم8) بمعهد الأورام وهنا تبدو مفارقة أخرى في رحلة المفارقات الشعريّة عند أمل دنقل, مفارقة كما يقول النقاد تبدو قليلة في تاريخ الإبداع والمبدعين; وهي الكتابة على عتبة الموت القادم حتماً, حيث الشخص الموشك على الإنطفاء النهائي, ينهي مسار تحديّاته للحياة والزمن ويستكين إلي قَدره;وإذا ثمة كتابة فليست أكثر من شكوى قدريّة وبوح واسترحام بالمعنى البائس الذي يرتد إليه الكائن في لحظة الانكسار النهائي، في (غرفة رقم8) نقرأ كتابة مختلفة لأمل دنقل, استمراراً للرحلة الإبداعية برهافة وإشراق أكبر، خفّت تلك الجَلَبة في النص, وتعمق مكانها تأمل وجودي أكثر حضوراً عن ذي قبل في الحياة والموت والطبيعة.
للتحميل :
..