في هذا الكتاب يتناول الدكتور ياسر ثابت ظاهرة موجعة هي الانتحار في
العالم العربي. ويكشف بالحقائق والأرقام مدى تفشي هذا الفعل الذي يعكس أزمة
مجتمعاتنا في أوضح صورها. يحلل المؤلف أولاً الأسباب النفسية والاجتماعية
والسياسية التي تقف وراء انتشار الانتحار في العالم العربي، وينتقل منها
إلى تحليل أبرز أسماء المنتحرين في ثقافتنا وغيرها
من الثقافات والذين تنوعوا بين علماء ومفكرين وفنانين لم يجدوا بيننا
متّسعًا لهم فقرروا الانسحاب إلى العالم الآخر طارحين وراءهم عالمنا بما
فيه من غباوة وتسلط. ثم ينتقل الكتاب إلى محمد بو عزيزي ذلك المنتحر الذي
ألهم الملايين بسحر الحياة الحقيقية فخرجوا ضد الطغيان حتى أزاحوا رؤوسه
جزاءً وفاقا. وينهي المؤلف كتابه بفصل عن "أسبوع الانتحار" في مصر والذي
تلا الثورة التونسية وسبق الثورة المصرية، وكيف وظّف النظام المصريّ الساقط
كل طاقاته لمواجهة من هدّدوا وجوده بإزهاق أرواحهم، وكيف أن ذلك النظام
الذي كان قد تحلّل بفعل أخطائه وحماقاته لم يزد الطين إلا بلّة أودت به.
ويمضي المؤلف متتبعًا حالات الانتحار المستمرة بعد يناير 2011 والتي تمثل
أكبر دليل على أن هذه الثورة ما زالت مستمرة، وأن أسباب اليأس لم تنضب بعد.
هذا الكتاب هو باقة ورد يضعها مؤلفه وناشره على قبر كل من ضحّى بعمره من
أجل أن نحيا وأجيالنا القادمة حياة "الكرامة الإنسانية".
للتحميل :
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق