يفاجئني الحبّ مثل النبوءة حين أنامْ
ويرسم فوق جبيني
هلالا مضيئا ، وزوج حمامْ
يقول : تكلمْ !!
فتجري دموعي ، ولا أستطيع الكلامْ
يقول : تألمْ !!
أجيب : وهل ظلّ في الصدر غير العظامْ
يقول : تعلمْ !!
أجاوب : يا سيدي وشفيعي
أنا منذ خمسين عاما
أحاول تصريف فعل الغرامْ
ولكنني في دروسي جميعا رسبت
فلا في الحروب ربحت ..
ولا في السلام
ويرسم فوق جبيني
هلالا مضيئا ، وزوج حمامْ
يقول : تكلمْ !!
فتجري دموعي ، ولا أستطيع الكلامْ
يقول : تألمْ !!
أجيب : وهل ظلّ في الصدر غير العظامْ
يقول : تعلمْ !!
أجاوب : يا سيدي وشفيعي
أنا منذ خمسين عاما
أحاول تصريف فعل الغرامْ
ولكنني في دروسي جميعا رسبت
فلا في الحروب ربحت ..
ولا في السلام
نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) ديبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة دمشقية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلاً بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيزًا خاصًا في أشعاره لعل أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.
على الصعيد الشخصي، عرف القبّاني مآسي عديدة في حياته، منها انتحار شقيقته لما كان طفلاً ومقتل زوجته بلقيس خلال تفجير انتحاري في بيروت، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". وقد عاش السنوات الأخيرة من حياته في لندن يكتب الشعر السياسي ومن قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟" و"أم كلثوم على قائمة التطبيع"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.
للتحميل :